You are currently viewing أبو إسماعيل الهروي كبار علماء الفقه

أبو إسماعيل الهروي كبار علماء الفقه

أبو إسماعيل عبد الله بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن علي بن جعفر بن منصور بن مت الأنصاري الهروي، هو شيخ من شيوخ الإسلام وقدوة وحافظ كبير، يعود نسبه إلى أبي أيوب الأنصاري وكان شيخ من شيوخ خراسان، سوف نتعرف بالتفصيل عن حياة أبو إسماعيل الهروي .

أبو إسماعيل الهروي

لقد ولد أبو إسماعيل عام 396 هجرية، في مدينة هرات وقد درس فيها علم الفقه والحديث وأيضا علم الرجال والتفسير، وكان يذهب كثيرا إلى مدينة نيسابور لتلقي العلم على يد كبار الشيوخ والعلماء.

فهو كان من أبرز الشخصيات في عصره في مدينة خراسان وبالتحديد في القرن الحادي عشر، كما تم وصفه أنه معلق للقرآن ومقلد كبير وجدلي وأيضا معلم روحي، فهو يمتلك موهبة كبيرة وعظيمة في الخطابية والشعرية أن كان باللغة الفارسية أو اللغة العربية.

قد كتب الفقيه الحنبلي عنه تعليقا مطولا كانت بعنوان مدارج السالكين، أعرب في هذه الرسالة عن حبه وتقديره له حيث قال( بالتأكيد أنا أحب الشيخ ولكني أحب الحقيقة أكثر)، كما أشار ابن القيم أن لقب الأنصاري هو شيخ الإسلام وذلك في كتابه الوابل الصيب من الكلم الطيب.

مذهبه

أبو إسماعيل الأنصاري كان شيخ أثريا قحا وقد أعرض عن الحيري، والحيري هو عالم كبير ثقة وقد أكثر عنه الناس والبيهقي.

وقد قال الحسين بن علي الكتبي عن مذهبه: لقد خرج شيخ الإسلام لجماعة الفوائد بخطة ثم ذهب إلى البصرة، وهناك كان يأمر فيما يخرجه ومن يكتب وكان يصحح هو، وقام بكل تواضع وأخرج لي فوائد ولم يبق أحد هناك ممن خرج له سواي.

فقال محمد بن طاهر لقد سمعت أبا إسماعيل الأنصاري يقول: إذا ذكرت التفسير فإنما أذكره من 107 تفاسير وسمعته وهو ينشد على منبره قائلا:

فوصيتي للناس أن يتحنبلوا أنا حنبلي ما حييت وإن أمت

غزارة علم أبو إسماعيل الهروي

كان يمتلك أبو إسماعيل الهروي من العلم كثيرا، فقد تتلمذ على يد كبار علماء المسلمين حتى أصبح لقبه شيخ الإسلام، وجاء ذلك بسبب كثرة علمه الذي أفاد به الإسلام والمسلمين.

قال السيوطي عن علمه: أنه كان إماما متقنا قائما على نصرة السنة ورد المبتدعة، أنه كان شيخ الإسلام أهل ثقة وأهل علم، فهو كان إماما كاملا في التفسير وفي التصوف كان يعلم جيدا علم الأحاديث والتواريخ والأنساب، كما قام بنصرة السنة.

قال الزركلي عنه: أنه كان شيخ خراسان وكان من أكبر شيوخ الحنابلة فقد كان بارعا في اللغة وحافظا للحديث.

مؤلفات أبو إسماعيل الهروي

كان لشيخ الإسلام عدة كتب في التصوف والفلسفة الإسلامية، هذه الكتب كانت باللغة الفارسية والعربية، ومن أشهرها مناجات نامه التي تعد من أكثر الكتب القيمة في الأدب الفارسي، ومن أشهر مؤلفاته هي:

  • كتاب كشف الأسرار وعدة الأبرار وهو كان تفسير فارسي كبير.
  • كتاب الفاروق في صفات الله عز وجل.
  • كتاب رسالة مناقب الإمام أحمد بن حنبل.
  • كتاب ذم الكلام وأهله: يعد ذا الكتاب هو الأشهر بين كل مؤلفاته، ففي هذا الكتاب تم نقل قطعة كبيرة في رسالته التسعينية، والتي كانت تتضمن تشعين وجها في نقض مذهب الأشاعرة وبالتحديد في مسألة القرآن الكريم والكلام.

شيوخه

  • أبي الفضل الحارودي الحافظ.
  • أبي منصور الأزدي.
  • شعيب اليوشنجي.
  • أبي نصر المفسر المقرئ.
  • أبي الحسن الطرازي.

تلاميذه

  • عبد الله بن أحمد بن السمرقندي.
  • عبد الصبور بن عبد السلام الهروي.
  • ابن طاهر المقدسي.
  • المؤتمن الساحي.

أقوال العلماء عنه

  • لقد قال السلفي عنه: سألت المؤتمن الساجي عن أبي إسماعيل الأنصاري وقال: كان أية في لسان التذكير والتصوف، فهو كان من أهم سلاطين العلماء في عصره، وقد سمع أيضا ببغداد من أبي محمد الحسن بن محمد الخلال أنه كان يروي في مجالس الأحاديث بالإسناد وعظه وكان ينهى عن تعليقها عنه.
  • كما قيل: أنه كان بارعا في اللغة، وكان حافظا للأحاديث وقرأت عليه كتاب ذم الكلام روى فيه حديثا كان ذلك عن علي بن بشري، عن ابن منده عن إبراهيم بن مرزوق، فقلت لهم: هذا وهكذا؟ فقال: نعم، ابن مرزوق كان شيخ أصم وهوإلى الآن في متابه على الخطأ.
  • وقد قال المؤتمن عنه: لقد دخل على الأمراء والجبابرة فما يبالي، وكان يرى الغريب من المحدثين، فيبالغ في إكرامه، كما قال ذات مرة: هذا الشأن شأن من ليس له شأن سوى هذا الشأن وطلب الحديث وسمعته يقول: تركت الحيري لله، وقال: إنما تركه لأنه سمع منه شيئا يخالف السنة.
  • وقيل عنه أيضا: أنه كان يدري الكلام على رأي الأشعري، فهو كان شيخ الإسلام أثريا قحا وينال من المتكلمة، ولهذا السبب قد أعرض عن الحيري وكان الحيري ثقة وعالم.
  • كما قال ابن طاهر: لقد سمع أبو إسماعيل يقول لقد عرضت على السيف 5 مرات، لا يقال لي: ارجع عن مذهبك، لكنه قال لي: اسكت عمن خالفك، فقال: لا أسكت وسمعته يقول أيضا: أحفظ 12 ألف حديث وأسردهم سردا.
  • كما قال الحافظ أبو النضر الفامي: أنه كان شيخ الإسلام أبو إسماعيل بكر الزمان، وكان صورة من صور الإقبال في فنون الفضائل وأنواع المحاسن، وقد نصر الدين وأهل السنة، وكان ذلك من غير مداهنة ولا مراقبة لسلطان ولا لوزير، فقدوا سعوا في روحه مرارا وقصدوا وعمدوا إلى إهلاكه أطوارا لكن الله قد وقاه من شرهم وجعل قصدهم أقوى سبب لكي يرتفع شأنه.

إنجازاته في خدمة الإسلام

لشيخ الإسلام أبو إسماعيل الهروي الكثير من الإنجازات التي حققها، فقد قام بتفسير القرآن الكريم لمدة، وقد سمعه ابن طاهر وهو يقول: إذا ذكر التفسير فإنما أذكره من مائة وسبعة تفاسير.

كما قيل عنه: أنه يحفظ عدد كبير من الأحاديث ويسردها يوميا يبلغ عددهم حوالي 12 ألف حديث، فهو عالم ثقة كبير تتلمذ على يد كبار الشيوخ والعلماء، وتم إعطائه لقب شيخ الإسلام فهو كان يدافع دائما عن السنة.

قد يهمك أيضا: سالم بن عبدالله بن عمر (علمه – انجازاته في خدمة الإسلام)

تكريم أبو إسماعيل الهروي في مقر الخلافة

قال ابن طاهر: أن في شهور عام اثنتين وستين، لقد خلع على الشيخ من جهة الإمام القائم بأمر الله وكانت خلعة عظيمة وشريفة، وأيضا في شهور عام أربع وسبعين خلعة أخرى وكانت فاخرة، فكان السبب في هذه الخلع الوزير وكان شفقة منه على أصحاب الحديث.

فكان من خصائص شيخ الإسلام إذا حضر مجلس لبس أفخر الثياب، وركب الدواب الثمينة والمراكب المعروفة في ذلك الوقت، وتكلف زيادة فكان يقول: أفعل هذا من أجل إعزاز الدين وذلك رغم أعدائه، حتى ينظروا إلى عزي وتجملي، فيرغبوا في الإسلام إذا رأوا عزه.

لكنه إذا انصرف إلى البيت عاد إلى الثياب المرقعة والقعود مع الصوفية، فيأكل منعهم مما يأكلون ويلبس مما يلبسون، ولا يتميز بينهم لا بالمأكل أو الملبس وكان على هذا يزجي أيامه، فكان يرغب دائما في إظهار صورة الإسلام بأحسن صورة للأعداء وجذبهم للدخول فيه من جانب أنه دين عزة وكرامة.

قد يهمك أيضا: القاسم بن محمد ( علمه – مواقف من حياته – انجازاته في الإسلام)

وفاته

لقد توفي شيخ الإسلام العالم الكبير أبو إسماعيل الهروي عام 1088 هجرية، في مدينة هرات في دولة أفغانستان.

قد يهمك أيضا: ابو سلمه بن عبد الرحمن بن عوف

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

المصدر 3

مصدر 4

اترك تعليقاً